تكست: السنة الثانية




تكسـت – السنة الثانيـة – العـدد الواحد و العشرون – مايو/آيار 2014

لتحميــــل العدد بشكل بي دي اف

السبت، 17 مايو 2014

تكست - العدد الواحد و العشرون - عرق السواحل قصيدة للشاعر حسين عبد اللطيف



عرق السواحل
حسين عبد اللطيف

قضيت وقتاً ليس بالقصير
أنتظر القنفذ
يخرج من المخبأ
لأسرع فأركم مدخله بالطين
-عادة ما يكون هناك مبرر لأفعال المرء
أو تفسيراً للبسه القناع-
حتى اذا ما عاد جالباً الطعام لصغاره
لم يجد منفذاً
وقد حيل بينه وبين صغاره
فيحار ويضطرب
ويظل يبحث بارتباك هنا وهناك
وهو يتطلع الى وجهي متسائلا ً مستعطفاً
وبعد عدة اشارات وهمهمة مبهمة
ووقت ليس بالقصير ينقضي
يفهم عليّ ويدرك المعنى
وما أريد فيذهب سريعاً ويعود
وفي فمه عود بطول الأصبع
يلقيه بين قدمي
وجزاءً وفاقاً
أزيح الطين عن المدخل الموصد وأفتح له باباً
لينسرب إلى صغاره بالطعام
فأسمعهم من حوله يتصايحون.

الآن، اشعر ان الحظ قد واتى
فآخذ بتقبيل مصباحي السحري هذا
مراراً وأروح أفركه وأدعكه
ولكن بلا باب ينفرج
ولا من يصيح: لبيك.
ولليوم، لم يصبني غنىً
أو يثقل جيبي فلس!

ينتابني اليأس فأرمي العود
وراء ظهري
وأنساه تماماً
إلى أن يكون ذات يوم 
فترتطم يدي به مصادفة
وتعثر عليه هكذا عفواً
لأحسبه اول الامر قلماً من اقلام التلوين
الذي يبعثرها عادة حفيدي
بين الكراسي، عند الزوايا
وتحت الاسرة...
وانا افتش عن عويناتي
فألتقطه لأنظفه
من مخاط الشيطان
وأمسح عنه الغبار
فإذا بالقنفذ ذاك نفسه، فجأة
يقف شاخصاً أمامي
وهو يحدجني بعينيه الخرزتين
ويقول لي معاتباً:
ألم أقل لك!


*عرق السواحل: عود  يأتي به القنفذ لمن يفتح له المخبأ الذي أوصد دونه، في المعتقد الشعبي انه يجلب الرزق.